فصل: سنة ست وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة ثلاث وست مائة:

فيها تمت عدة حروب بخراسان قوي فيها خوارزم شاه واتسع ملكه وافتتح بلخ وغيرها.
ونازلت الفرنج حمص فسار المبارز إليهم ووقع مصاف أسر فيه أميران.
وفيها توفي داود بن محمد بن محمود بن ماشاذاه أبو إسماعيل الإصبهاني في شعبان.
حضر فاطمة الجوزدانية وشمع من زاهر الشحامي وغانم بن خالد وجماعة.
وسعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف أبو القاسم المؤدب ببغداد.
روى عن قاضي المرستان وأبي القاسم بن السمرقندي.
توفي في ربيع الآخر.
وعبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الحافظ الثقة أبو بكر الجيلي.
سمعه أبوه من أبي الفضل الأرموي وطبقته.
ثم سمع هو بنفسه.
قال الضياء: لم أر ببغداد في تيقظه وتحريه مثله.
توفي في شوال.
وعلي بن فاضل بن سعد الله بن حمدون الحافظ أبو الحسن الصوري ثم المصري.
قرأ القراءات على أحمد بن جعفر الغافقي وأكثر عن السلفي وسمع بمصر من الشريف الخطيب وكتب الكثير ورأس في الحديث.
توفي في صفر.
وأبو جعفر الصيدلاني محمد بن أحمد بن نصر سبط حسين بن منده ولد في ذي الحجة سنة تسع وخمس مائة وحضر الكثير على الحداد ومحمود الصيرفي.
وسمع من فاطمة الجوزدانية وانتهى إليه علو الإسناد في الدنيا.
ورحلوا إليه.
توفي في رجب.
ومحمد بن كامل بن أحمد بن أسد أبو المحاسن التنوخي الدمشقي.
سمع من طاهر بن سهل الأسفراييني ومات في ربيع الأول.
آخر من حدث عنه الفخر بن البخاري.
ومحمد بن معمر بن الفاخر مخلص الدين أبو عبد الله القرشي الإصبهاني.
ولد سنة عشرين وسمعه أبوه حضورًا من فاطمة الجوزدانية وجعفر الثقفي وإسماعيل الإخشيد وسمع من ابن أبي ذر وزاهر وخلق.
وكان عارفًا بمذهب الشافعي وبالعربية وبالحديث قوي المشاركة محتشمًا ظريفًا وافر الجاه.
توفي في ربيع الآخر.
ومكي بن ربان بن شبه العلامة صائن الدين أبو الحرم الماكسيني ثم الموصلي الضرير المقرئ النحوي صاحب ابن الخشاب.
قرأ القراءات على يحيى بن سعدون وبرع في القراءات والعربية واللغة وغير ذلك.
ولم يكن لأهل الجزيرة في وقته في فنه مثله.
روى عن خطيب الموصل.

.سنة أربع وست مائة:

فيها سار خوارزم شاه محمد بن تكش بجيوشه وقصد الخطا.
فحشدوا له والتقوه فجرى لهم وقعات وانهزم المسلمون وأسر جماعة منهم السلطان خوارزم شاه واختبطت البلاد ووصل المنهزمون إى خوارزم وأسر خطاي أميرًا وخوارزم شاه.
فأظهر خوارزم شاه أنه مملوك لذلك الأمير وقلعه خفة.
فقام الخطاي وعظم الأمير ثم قال الأمير: أريد أبعث رجلًا بكتابي إلى أهلي ليستفكوني بما أردت.
قال: ابعث غلامك بذلك.
وقرر عليه مبلغًا كبيرًا.
فبعث مملوكه يعني خوارزم شاه وخلص السلطان بهذه الحيلة ووصل ورتبت البلاد.
ثم قال الخطاي لذلك الأمير: إن سلطانكم قد عدم.
قال أوما تعرفه قال: لا.
قال: هو الذي قلت هو مملوكي.
فقال: هلا عرفتني حتى كنت خدمته وسرت به إلى مملكته فأسعد به قال: خفتك عليه.
قال: فسر بنا إليه.
فسارا إليه.
وفيها تملك الملك الأوحد أيوب بن العادل مدينة خلاط بعد حرب جرت بينه وبين صاحبها بلبان.
ثم قتل بلبان بعد ذلك.
وفيها سار الملك العادل نحو حمص وأغار على بلاد طرابلس وأخذ حصنًا من أعمالها.
وفيها توفي أبو العباس الرعيني أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام الإشبيلي المقرئ.
آخر من قرأ القراءات على أبي الحسن شريح وسمع منه ومن أبي بكر بن العربي وجماعة.
وكان من الأدب والزهد بمكان.
أخذ الناس عنه كثيرًا.
توفي بين العيدين عن سبع وثمانين سنة.
.
وحنبل بن عبد الله الرصافي أبو عبد الله المكبر روي المسند بكماله عن ابن الحصين.
كان دلالًا في الأملاك.
وسمع المسند في نيف وعشرين مجلسًا بقراءة ابن الخشاب سنة ثلاث وعشرين.
توفي في رابع عشر المحرم بعد عوده من دمشق.
وماتهنى بالذهب الذي ناله وقت سماعهم عليه.
وست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى بن الطراح.
روت الكثير بدمشق عن جدها.
وتوفيت في ربيع الأول.
وعبد المجيب بن عبد الله بن زهير البغدادي.
سمعه عمه عبد المغيث من عبد الله بن أحمد بن يوسف وجماعة.
وكان كثير التلاوة جدًا.
توفي بحماة في سلخ المحرم.
وعبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الأزجي البيع المقرئ الأستاذ أبو الفضل.
قرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وسمع منهماومن الأرموي.
وأقرأ القراءات وكان دينًا صالحًا.
توفي في ربيع الأول.
وابن الساعاتي الشاعر المفلق بهاء الدين لي بن محمد بن رستم الدمشقي.
صاحب ديوان الشعر.
توفي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة.
وأبو ذر الخشني مصعب بن محمد بن مسعود الجياني النحوي اللغوي.
ويعرف أيضًا بابن أبي ركب.
صاحب التصانيف وحامل لواء العربية بالأندلس.
ولي خطابة إشبيلية مدة ثم قضاء جيان ثم تحول إلى فاس.
وبعد صيته وسارت الركبان بتصانيفه.
توفي بفاس وله سبعون سنة.
ذم في القضاء.

.سنة خمس وست مائة:

فيها نازلت الكرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسيف وأحرقوها.
وفيها توفي ابن القارض الحسين بن أبي نصر بن حسين بن هبة الله بن أبي حنيفة الحريمي المقرئ الضرير.
روى عن ابن الحصين وعمر دهرًا.
توفي في شعبان.
وفيها توفي أبو عبد الله الحسين بن أحمد الكرخي الكاتب.
روى عن قاضي المرستان وأبي منصور بن زريق.
مات في ذي القعدة.
وصاحب الجزيرة العمرية الملك سنجر شاه بن غازي بن مودود بن أتابك زنكي.
قتله ابنه غازي وحلفوا له.
ثم وثب عليه من الغد خواص أبيه وقتلوه.
وملكوا أخاه الملك المعظم.
وكان سنجر سيء السيرة ظلومًا.
والجبائي الإمام السني أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الطرابلسي الشامي نزيل إصبهان.
كان أبوه نصرانيًا فمات وأسلم هذا وله إحدى عشرة سنة.
ثم رحل إلى بغداد وله عشرون سنة.
فسمع من الأرموي وابن الطلاية وتفقه على مذهب أحمد وسمع الكثير بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته.
وابن درباس قاضي القضاة صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى الماراني الشافعي.
ولد بنواحي الموصل سنة ست عشرة وخمس مائة وتفقه بحلب على أبي الحسن المرادي وسمع بدمشق من أبي القاسم بن البن.
وسكن مصر وبها مات في رجب.
وعبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني الإصبهاني في جمادى الأولى عن إحدى وتسعين سنة.
سمع من جعفر الثقفي وفاطمة الجوزدانية وحضر عبد الواحد الدستج وغيره.
وأبو الحسن المعافري خطيب القدس علي بن محمد بن علي بن جميل المالقي.
سمع كتاب الأحكام من مصنفه عبد الحق.
وسمع بالشام من يحيى الثقفي وجماعة.
وكتب وحصل ونال وأبو الجود غياث بن فارس اللخمي مقرىء الديار المصرية ولد سنة ثمان عشرة وخمس مائة وسمع من ابن رفاعة وقرأ القراءات على الشريف الخطيب وأقرأ الناس دهرًا.
وآخر من مات من أصحابه إسماعيل المليجي.
توفي في رمضان.
وأبو الفتح المندائي محمد بن احمد بن بختيار الواسطي المعدل مسند العراق.
ولد سنة سبع عشرة وخمس مائة وأسمعه أبوه من القاضي أبي العباس ابن أبي الحصين وأبي عبد الله البارع وعبيد الله بن محمد البيهقي وطائفة.
وتفقه على سعيد بن الرزاز وتأدب على ابن الجواليقي.
توفي في شعبان.
وكان من خيار الناس.
وأبو بكر بن مشق المحدث العالم محمد بن المبارك بن محمد البغدادي البيع.
عاش اثنتين وسبعين سنة.
وروى عن القاضي الأرموي وطبقته وكان صدوقًا متوددًا.
بلغت أثبات مسموعاته ست مجلدات.

.سنة ست وست مائة:

فيها نزلت الكرج على خلاط فلما كادوا أن يأخذوها وبها الأوحد ابن العادل ثسل ملك الكرج وزحف في جيشه فوصل إلى باب البلد.
فبرز إليه عسكر المسلمين.
فتقنطر به فرسه فأحاط وفيها حاصر العادل سنجار مدة وبها قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود الأتابكي.
ثم ترحل عنها بعد أن أخذ نصيبين والخابور.
وفيها سار خوارزم شاه صاحب خراسان بجيوشه وقطع النهر.
فالتقى الخطا وعليهم طاينكو.
وكانت ملحمة عظيمة انكسر فيها الخطا وقتل منهم خلق وأسر طاينكو واستولى خوارزم شاه على بلاد ما وراء النهر.
وكان طائفة من التتار قد خرجوا من أرضهم قديمًا ونزلوا بلاد الترك وجرت لهم حروب مع الخطا.
فلما عرفوا أن خوارزم شاه كسرهم قصدوهم مع مقدمهم كشلوخان.
فكاتب ملك الخطا في الحال خوارزم شاه يقول: أما ما كان منك من أخذ بلادنا وقتل رجالنا فمغفور فقد أتانا عدو لا قبل لنا به ولو قد انتصروا علينا وأخذونا لم يبق لهم دافع عنك.
والمصلحة أن تسير إلينا وتنجدنا.
فكاتب خوارزم شاه كشلوخان: أنا معك.
وكاتب الخطا كذلك.
وسار بجيوشه إلى أن نزل بقربهم وكان في المصاف يوهم كلا الطائفتين أنه معهم وأنه كمين لهم: فالتقوا فانهزمت الخطا.
فمال حينئذ مع التتار على الخطا ولم ينج منهم إلا القليل.
فخضع له كشلوخان وراسله بأن يقاسمه بلاد الخطا.
فقال: ليس بيننا إلا السيف وأما البلاد فلي.
ثم سار ليقاتله.
فهاب التتار ورأى رأيًا حسنًا وهو أن يجعل بينه وبين التتار مفازة.
فأمر أهل بلاد الترك كلهم بالجلاء إلى بخاري وسمر قند ثم خربها جميعها وفيها توفي إدريس بن محمد أبو القاسم العطار الإصبهاني المعروف بآل والويه.
روي عن محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني.
وتوفي في شعبان.
قيل إنه جاوز المائة.
وأسعد بن المنجا بن أبي البركات القاضي وجيه الدين أبو المعالي التنوخي المعري ثم الدمشقي الحنبلي.
مصنف الخلاصة في الفقه.
روى عن القاضي الأرموي وجماعة وتفقه على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحنبلي بدمشق وعلى الشيخ عبد القادر ببغداد.
ومن تصانيفه كتاب النهاية في شرح الهداية يكون بضعة عشر مجلدًا.
عاش سبعًا وثمانين سنة.
وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله بن محمد أم هانيء الفارفانية الإصبهانية.
ولدت سنة عشر وخمس مائة وهي آخر من روى عن عبد الواحد الدشتج صاحب أبي نعيم.
ولها إجازة من أبي علي الحداد وجماعة.
وسمعت من فاطمة المعجمين الكبير والصغير للطبراني.
توفيت في ربيع الآخر.
وأبو عبد الله المرادي محمد بن سعيد المرسي.
أخذ القراءات عن ابن هذيل وسمع من جماعة.
توفي في رمضان.
وفخر الدين الرازي العلامة أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المفسر المتكلم صاحب التصانيف المشهورة.
ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة واشتغل على والده الإمام ضياء الدين خطيب الري صاحب محيي السنة البغوي.
وكان ربع القامة عبل الجسم كبير اللحية جهوري الصوت صاحب وقار وحشمة له نزوة ومماليك وبزة حسنة وهيئة جميلة.
إذا ركب مشى معه نحوالثلاث مائة مشتغل على اختلاف مطالبهم في التفسير والفقه والكلام والأصول والطب وغير ذلك.
وكان فريد عصره ومتكلم ورزق الحظوة في تصانيفه وانتشرت في الأقاليم وكان ذا باع طويل في الوعظ.
فبكى كثيرًا في وعظه.
سار إلى شهاب الدين الغوري سلطان غزنة فبالغ في كرمه وحصلت له منه أموال طائلة.
واتصل بالسلطان علاء الدين خوارزم شاه فحظي لديه وكان بينه وبين الكرامية السيف الأحمر فينال منهم.
وينالون منه سبًا وتكفيرًا حتى قيل إنهم سموه فمات.
وخلف تركة ضخمة من جملتها ثمانون ألف دينار.
توفي بهراة يوم عيد الفطر.
والعلاء مجد الدين أبو السعادات بن الأثير المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب مصنف جامع الأصول والنهاية في غريب الحديث.
ولد سنة أربع وأربعين وسمع من يحيى بن سعدون الفرضي وخطيب الموصل وولي ديوان الإنشاء لصاحب الموصل.
وعرض له في أواخر عمره فالج فلزم داره.
وله عدة تصانيف.
وابن الإخوة مؤيد الدين أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة البغدادي ثم الإصبهاني المعدل.
سمع حضورًا من ابن أبي ذر وزاهر وسمع من أبي عبد الله الخلال وطائفة.
وروى كتبًا كبارًا توفي في جمادى الآخرة.
ويحيى بن الحسين أبو زكريا الأواني.
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري ودعوان.
وسمع بواسط من القاضي أبي عبد الله الجلابي وغيره.
توفي في صفر.
ومجد الدين يحيى بن الربيع العلامة أبو علي الشافعي.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة بواسط.
تفقه أولًا على ابن النجيب السهرودي ورحل إلى محمد بن يحيى فتفقه عنده سنتين ونصف وسمع من نصر الله بن الجلخت وجماعة وببغداد من ابن ناصر ونيسابور من عبد الله بن الفراوي.
وولي تدريس النظامية.
وكان إمامًا في القراءات والتفسير والمذهب والأصلين والخلاف كبير القدر وافر الحرمة توفي في ذي القعدة.